محمد البرادعي ، رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية...
اعتبر الدكتور «محمد البرادعي» المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن النظام يمثل نصف في المائة فقط من الشعب المصري، وهى نسبة لا ترغب في إحداث تغيير، لأنها تبحث عن مصالحها، وتستمد قوتها من أجهزة الأمن، وتحتمي بها من الغوغاء، وهم الشعب الذي لم يعد يستطيع التعبير عن مقته لخوفه على «لقمة عيشه»، رغم أنه لا يستطيع أن يأكل أحياناً بسبب الشعور بالخوف الذي يزرعه النظام في قلوبنا عندما نطالب بحقوقنا.
وقال البرادعي، خلال لقائه نحو 150 شاباً من طلاب الجامعات، وممثلين عن الجمعية الوطنية للتغيير في المحافظات، وممثلين عن الأحزاب، والحركات السياسية، في منزل المحامى «زياد العليمي»، مساء أمس الجمعة، إن المعارضة تتحمل جزءاً كبيراً من هذا الوضع بسبب الخلاف الدائر بين صفوفها، وعدم قدرتها على العمل كفريق، بسبب اختلاف الرؤى والمصالح، معتبراً أن ترشيح أي شخص من أحزاب المعارضة في انتخابات تجرى في هذه الظروف، خيانة للإرادة الوطنية.
وطالب البرادعي، خلال اللقاء، الذي فشل عقده في النادي السويسري، أو فندق سفير، بعد إلغاء أجهزة الأمن حجز قاعتين كانتا مخصصتين لهذا الغرض، الأحزاب والقوى السياسية، بمقاطعة الترشح في انتخابات مجلس الشعب، والرئاسة المقبلتين، وليس مقاطعة عملية الانتخاب فقط، ليصبح مرشح الحزب الوطني بمفرده، وبالتالي لا يحصل الحزب الوطني على شرعيته المفقودة من خلال التظاهر بوجود ديمقراطية، تتمثل في حق الترشح، بينما يحصل في الحقيقة على الأغلبية بالتزوير.
ووجه البرادعي حديثه إلى الشباب قائلاً، " أنتم الأمل في المستقبل، وأنتم من ستصنعون مستقبلكم بأيديكم، وأنا على أتم استعداد لأن أكون في ظهركم، وأنتم في ظهري لنصنع معاً مستقبلاً أفضل، وأنتم محور العمل الحقيقي لأنكم لا تملكون أجندات خفية، وأجندتكم هي آمالكم وطموحاتكم، ولابد أن تنزعوا الخوف من قلوبكم، وإذا كان النظام يعتقل المئات، فلن يستطيع اعتقال جيل بأكمله، وهناك 70 ألف مصري كسروا حاجز الخوف في 3 شهور، ووقعوا على بيان (معا سنغير)، وأوضحنا للنظام أن هناك بدائل في مصر، وأنا أرحب بالعمل مع المسلم، والقبطى، والمرأة، و الرجل، والإسلامي، واليساري، طالما نعمل كلنا من أجل مصلحة مصر وبأسلوب سلمى، لأن استخدام أساليب غير سلمية يؤدى بنا إلى مخاطر لا نعلم عواقبها".
وأضاف البرادعي، "جمع التوقيعات ليس هو الطريق الوحيد للتغيير، وإنما هناك العديد من الخطط والسيناريوهات الموضوعة، وأخرى يتم دراستها، لكن لا يجب اتخاذ خطوة غير محسوبة حتى لا ترتد علينا، رغم أننا يجب أن نمسك زمام المبادرة، وليس النظام، لكن الخطوة التي تلي التوقيعات لن أفصح عنها الآن، لكن إذا حصلنا على 20 مليون توقيع، فلن يستطيع النظام البقاء، وإذا رفض الانصياع للإرادة الشعبية فلن يستمر أكثر من 3 أيام".
وشدد البرادعي على ضرورة وجود دور للنقابات في التغيير، معرباً عن دهشته من الانتفاضة التي قام بها المحامون بسبب مشكلة لأحدهم مع وكيل نيابة، وقال، "إذا كان هناك 450 ألف محام في مصر لديهم مشكلة مع النظام، فلماذا لا يطالبون بحقوقهم مثلما يطالبون بها من القضاة، والأزمة الدائرة الآن بين القضاة والمحامين هى نتيجة التدني الذي وصلت إليه الحال في مصر"، معرباً عن أسفه لغياب الرؤساء العرب عن المشهد السياسي، واختزال منطقة الشرق الأوسط في رئيس الوزراء التركي «رجب طيب أردوجان»، الذي أصبح القائد الملهم للعرب.
وأوضح البرادعي أن الخلاف بينه وأعضاء جمعية التغيير، هو خلاف حول الرؤى ووجهات النظر، ودخل البرادعي في نقاش مع علاء الخيام، منسق الجمعية في البحيرة، الذي طالبه بالتركيز على قضية معينة والنزول بها إلى الشارع والمحافظات للحصول على التأييد، فرد عليه بقوله، "في ظل حالة طوارئ لا يمكن أن أخاطر بالنزول إلى الشارع، ومعي 50 فرداً، لكن في حالة وجود 30 ألف فرد على الأقل سأنزل بهم في أي وقت".
وأعلن البرادعي، في اللقاء الذي احتفل في نهايته بعيد ميلاده الـ 68، بـ «تورتة» كبيرة على شكل علم مصر، عن عزمه زيارة الإسكندرية الجمعة المقبل، للتضامن مع أسرة الشاب خالد سعيد، الذي اتهمت أسرته الشرطة بقتله، والوقوف دقيقة حداداً على روح ضحايا التعذيب، مشيراً إلى أن التعذيب أصبح أسلوباً متكرراً في مصر، معتبراً أن اللواء «حبيب العادلي» وزير الداخلية، هو المسئول عن ذلك، وأن الضغط الشعبي هو الذي أدى إلى فتح التحقيقات مرة أخرى، وهو الذي سيعيد حقوق خالد سعيد وكل المصريين