في مكان ما من العالم وفي سكون ذلك المكان وظلمته لا أحد يراه هناك المكان خالياً فيمن حوله.. دخل غرفته بعد عناء يوم شاق .. أخذ يسرد شريط يومه كاملاً من أوله إلى آخره حسب ربحه وخسارته . وبعد انتهائه التقط جهاز الريموت ( الدش ) وبدأ يقلب في قنواته ويتجول بينها ...
فرأى مناظر تخدش الحياء والعفة والكرامة ، ونفوس امتلأت بالخسة والفحش والدناءة ، كان يستمتع بتلك المناظر . وفي وسط هذا الركام العفن تذكر أن له رب يراه ينظر إليه يعلم سره ونجواه فتحرك الإيمان في داخله ... واستحى من نظر مالك الملك وهو ينظر إليه ، فما كان منه إلا أن سارع بإغلاق هذا الجهاز وتلك المناظر المستقذرة بكى بكاءً طويلاً خوفاً وحياء من ربه ...
رفع يديه قائلاً : يا رب .. يا رب .. اللهم إنك تعلم أني أحب هذا الشيء وأتلذذ به واستمتع وأستطيع يا رب أن أعمله.. لكن يا رب تركته من أجلك تركته لأني احبك... فسقطت دمعة من عينيه أطفأت حرارة تلك المعصية ، وأكمل دعاءه ..اللهم يا رب .. اللهم يا رب .. فارض عني .. واغفر لي ورحمني برحمتك ..
قلت : لا عجب فهذا هو الإيمان حينما تخالط بشاشته القلوب يصنع الأعاجيب .. هذي هي مراقبة الله ..
هذا هو الخوف والحياء من الله وحده ... (ولمن خاف مقام ربه جنتان).